روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | المرأة في نظره.. عبدة!!

لكن بعد تكرار الأمر تحدثت إلى أمي فشرحت لي أمورًا كثيرة سأذكرها على عجل:

1)أبي لا يهتم بنظافته الشخصية مطلقًا لدرجة أنه يبقى بملابسه الداخليه لمدة أسبوع إلى غير ذلك من الأمور: رائحة الفم سيئة،رائحة الإبط،لا يعرف الطيب إلا في المناسبات

ثانيًا) فيما يتعلق بالاستمتاع بين الزوجين هو يعاملها كالحيوان-أكرمك الله-لدرجة أنها تقول أضع يدي على فمي واشعر بالغثيان من سوء الرائحة وهو يقضي وطره ولا يبالي بها

ثالثًا) بخيل جدًا حتى على نفسه لدرجة أنه يرتدي ثياب رثة ويضع قليلا من الشامبو على رأسه الذي لايغسله إلا كل سبع أيام مرة ولك أن تتخيل مظاهر البخل الأخرى

رابعًا)هو يشعر بالفخر لأنه رجل يعتقد أن المرأة عبدة عنده وليس من حقها أن تتكلم ولا تعترض.. الخ بمعنى أن تفكيره رجعي جاهلي

خامسًا)أناني لا يفكر إلا في نفسه ولدي الكثير من الأدلة على ذلك منها أنه عندما تخاصم مع أمي وبقيت في الغرفة لوحدها أصبح ينام معي وأخوتي في غرفتنا وعدد الأسرة والوسائد والبطانيات هو على عددنا فكان يجعل كل ليلة واحدة منّا تواصل إلى الفجر وينام في سريرها وبعد أن يستيقظ ويذهب إلى العمل تنام هي وما خفي كان أعظم

سادسًا) عندما استلمت بطاقة الرواتب الجامعية أعطيتها لأمي رحمة بها ورأفةً بحالها فأخذها منها وهو ليس بمحتاج بل هو مهندس راتبه فوق الثلاثين ألف وأنا لن أسامحه على أخذ مالي بدون رضاي إلى جانب أنه لا ينفق علي بما يكفيني

أعتقد أن هذا يكفي ولو أردت أن أذكر كل نافي قلبي لما فرغت أنا اعلم بأن الناس كلهم يخطئون لذلك تمالكت نفسي وتحدثت معه بناء على الصراحة فأنكر كل شيء وغضب وقال بأني قليلة أدب ولا أحسن التحدث

المهم أنا قلت له ثلاث كلمات أغضبته قلت له أنا قدمت لك نصيحة فقال من أنت حتى تنصحيني، قلت لها هذا آخر إنذار أمي لم تعد تحتمل لن تبقى معك أكثر فصرخ في وجهي وقال احترمي نفسك لا أنت ولا أمك تعطوني إنذارات

ذكرته بالله ،حذرته من الظلم،قلت له أنظر إلى تعامل المصطفى مع زوجاته لكن أبدًا كما لو تحدث جدارًا،رفض الاستجابة وقال بأنه لم يفعل شيء لأمي وهو هكذا لن يتغير وأنا غير مهذبة وهو غاضب علي.

قلت له أنت طلبت مني ومن أخوتي أن نقف بينكم عند أي مشكلة ونتدخل وأنت سترضى بحكمنا-وهو فعلا قال ذلك عندما تركت أمي المنزل أول مرة وأقنعناها بالعودة فاشترطت عليه بأن يغير المساوئ التي ذكرتها لك في الأعلى-ووافق على ذلك وطلب منا أن نتدخل إذا أخل بالشروط-

واليوم ينكر ذلك ويقول أنا لم أقل قلت له أنت تنكر ولا تعترف بخطئك فغضب .أنا الآن أكرهه جدًا لا أستطيع التحدث معه اعلم عنه الكثير من الأشياء الفضيعة آخرها أنه يشاهد أفلام إباحية ماذا أفعل؟

لا تقل لي حاولي أن تحبيه يستحيل ذلك وهو على حاله هل أدعو عليه هل أنا قليلة أدب كما قال؟ لماذا دائما آباءنا والرجال بصفة عامة يرفضون النقاش والحوار ويرون أنهم مصيبون دائمًا ومن خالفهم فهو لايملك أدبًا وهو عاق.

سؤالي كيف أتعامل معه كيف أجمع بين وصية ربي بالإحسان إليه وبين كرهي له مجرد التفكير في أنني يلزمني خدمته والاعتذار إليه تؤلم قلبي أريد أن توضح لي مكمن الخطأ في حواري معه وماالذي يجب أن اتجنبه عند مخاطبته

علمًا أنني كنت تحت ضغط نفسي فحزني على أمي جعلني أتحدث هكذا مع أنني والله لا أرضى بالعقوق ولا أبرئ نفسي لكني أكرهه ولا أستطيع محاورته ولا النقاش معه بعد اليوم

أريد فقط أن أرضي ربي فأنا أحبه ولا أريده أن يغضب مني اكتب لك والعبرات تخنقني والمشكلة حدثت قبل قليل فأرجو منك أن تفيدني جزاك الله خير


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ من صفات الوردة أن أنها لا تتعمد جرح الآخرين ..

فحياك الله أختي (وردة مكة) ونسأل الله أن نقدم الحل الشافي وأن يلهمنا جميعا الصواب في كل ما نقول ونعمل .

_أعجبني في طرحك نقاط جميلة تفوح منها رائحة عطره :

• حرصك على مشاعر أمك .

• حرصك على علاقة والديك .

• وعيك بأهمية الاستشارة .

• أسلوبك في الكتابة وحروفك الرصينة.

• الصداقة بينك وبين أمك .

• معرفتك بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وحث والدك على الاقتداء به ولو كان والد نبيّنا محمد _صلى الله عليه وسلم_ في حياته كيف تتوقعين سيتعامل مع والده؟


_استوقفتني استشارتك كثيرا وسأكون صريحة معكِ وأرجوا أن تحتملي كلماتي :

• قبل كل شيء يجب أن تفصلي بين (دورك) و (دور أمك)

فأنتِ (ابنته) وهي (زوجته) فلا تأخذي دور أمك وانظري إلى الأشياء الجميلة التي قدمها لكِ والدك طيلة حياتك!

• قرأت استشارتك عدة مرات ووجدك أنّ والدك مخطيء في حقك في نقطتين (البخل_أخذ بطاقتك الجامعية) ثم بقية ماذكرتِ فهو يتعلق بأمك في الغالب.

• تعجبت من موقف أمكِ فهي كذلك مخطئة :

1_ في إفشاءها أسرار يجب أن لا تخرج من بين الزوجين .

2_عندما يتخاصم والديكِ لم لا تتنازل هي وتأتي لتنام معكم بدلا من الأب!

3_باستطاعة والدتك نصح الأب بالنظافة بأساليب مختلفة باللين والرفق وإهداءه العطور وحثه بأساليبها اللطيفة، ولكنّ يبدوا أنّ أمك انفعالية وسريعة الغضب بدليل أنها

• أنتِ طلبتِ التوضيح(أريد أن توضح لي مكمن الخطأ في حواري معه) وسأخبرك فيم أخطأتِ :

1_ماهكذا تكون نصيحة الأب (بالإنذار) فاتركي أمر الإنذار لأمك هي من يخبره.

2_النصيحة عندما تخرج تحت ضغط نفسي، يندفع الانسان وتتبعثر الأفكار وتزداد فرصة الغضب، وبالتالي عدم القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة .

3_لكل شخصية مفتاح وأنتِ اندفعتِ دون أن تفكريّ جيدا كيف أقنع والدي؟ كيف أوصل نصيحتي بطريقة غير جارحة .


_(هل أدعو عليه؟)

قد يخطئ الأب أو الأم في حقّ الإبن بسبب تربية خاطئة تلقّاها الوالدين في الصغر أو بسبب عوامل مختلفة أو ضغوط، وتصوري نفسكِ وقد صرتِ أمّا ووقعتِ تحت ظرفٍ ما دفعكِ للقسوة على ابنك، ووجدتِ ابنكِ يرفع يديه ويدعوا عليكِ، ماهو شعورك؟!

• لا تدعي على من ربّاكِ بل يا أختي الغالية ارفعي يديك واسألي الله أن يهدي قلبه ويهدي قلب أمّكِ ويجمع بينهما على خير ويعيد الطمأنينة وينزل السكينة والراحة على أسرتك وأن يجمعكم في الدنيا على خير وفي الآخرة في الفردوس.

• لست أدافع عن موقف الأب فهو مخطيء، ومخطئ كثيرا ولكن أؤكد على أهمية معرفة دورك جيدا وأن تكوني أكثر حكمة ولاتندفعي لنزغ الشيطان فإن الشيطان ينزغ بين الأحباب وهو يحرص على التحريش بين الناس ..


المقترحات:

• الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء (بالله أبلغ ما أسعى وأدركه) فاسألي القدير الكريم الحكيم الرؤوف اللطيف أن يلطف بأسرتكم لطفا يزيد في كل طرفة عين .

• حاولي التقريب في الآراء بينهما وذكري أمك بالصبر .

• اتفقي مع والدتك على رحلات للشاليهات أو للاستراحات وبرك السباحة لتجديد الجو في الأسرة وتكون رحلات أسبوعية .

• احرصي أنتِ وأمك وإخوتك ووالدك على الأذكار والصلاة في وقتها وعلى تلاوة سورة البقرة في البيت فإنها تطرد الشيطان بإذن الله تعالى .

• حاولي استرجاع بطاقتك الجامعية من والدك بالرفق واللين ولو بكتابة رسالة له ترقق قلبه .

• الموسيقى والأفلام والمسلسلات والأغاني كلها تؤثر سلبا على هدوء البيت وطمأنينته، فحاولوا الابتعاد عنها .

• تمرّ المرأة في مراحل عمرها بتغيرات جسمية تؤثر على مزاجها ونفسيها وتعاملها قد تكون أمك تمرّ بهذه التوترات، وكذلك الرجل مع اختلافات بينهما (وإلا كيف صبرت أمك كل هذه السنوات على أبيك).

• كما تقولين فإن هذه الحروف التي كتبت كان في فورة الغضب وأرجوا أن تكوني الآن وأسرتك في أحسن حال .

• عندما تسوء العلاقة بين والديك كوني أنتِ الصدر الواسع لإخوتكِ وأخبريهم أن هذه المشكلات ملح الحياة بعدها تصفوا النفوس .

• اقرئي كتاب موعد مع الحياة 1_2 للدكتور خالد المنيف ولوالدتك كتاب أسطورة الحب لكريم الشاذلي .

• تابعي مقاطع (فن التعامل) للشيخ محمد العريفي .

• اقرئي قصة نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتأملي كيف كان خطابه لأبيه المشرك؟!

أرجوا أن لا تبق هذه الكلمات حبيسة الصفحة، بل أرجوا أن تحاولي وتصبري وأن تجري هذه الحروف في المستشار نسعد بتواصلكم ..

الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

المصدر: موقع المستشار